كيف نجمع بين قوله تعالى:( فلا تزكوا أنفسكم ، وقوله سبحانه:(قد أفلح من زكاها) ؟
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
كيف نجمع بين قوله تعالى:( فلا تزكوا أنفسكم ، وقوله سبحانه:(قد أفلح من زكاها) ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف نجمع بين قوله تعالى:
( فلا تزكوا أنفسكم )، وقوله سبحانه: ( قد أفلح من زكاها) ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا تعارض بين الآيتين الكريمتين ، فقد قال أهل التفسير في معنى الآية الأولى : {فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ
{النجم: 32 أي لا تمدحوها وتشكروها وتمنوا بأعمالكم وبطهارة أنفسكم من المعاصي والرذائل ، وهذه الآية مثل قول الله تعالى} :
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا {النساء: 49 } ففي الآية الأولى نهي صريح
عن مدح النفس والرفع من شأنها ، وفي الآية الأخرى إنكار شديد على من يفعل ذلك من اليهود وغيرهم .
يقول صاحب الظلال في تفسير قوله تعالى} : هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا
أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى {النجم: 32 يقول: هو العلم السابق على ظاهر أعمالهم ، العلم المتعلق بحقيقتهم الثابتة التي
لا يعلمونها هم ، ولا يعرفها إلا الذي خلقهم ، علم كان وهو ينشئ أصلهم من الأرض وهم بعد في عالم الغيب ، وكان
وهم أجنة في بطون أمهاتهم لم يروا النور بعد ، علم بالحقيقة قبل الظاهر وبالطبيعة قبل العمل ، ومن كانت هذه طبيعة
علمه يكون من اللغو بل من سوء الأدب أن يعرفه إنسان بنفسه أو يثني عليها أمامه ، إذاً المقصود من هذه الآية النهي
عن تزكية النفس بمدحها والثناء عليها لما في ذلك من مفسدة الرياء والكبر والتفاخر .
وأما قوله تعالى} : قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا {الشمس: 9 فمعناها كما قال أهل التفسير : قد فاز من أصلح نفسه وطهرها من
الشرك والمعاصي وسائر أمراض القلوب والأخلاق الدنيئة ، ومما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله : اللهم آت نفسي
تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها . وبذلك تعلم أنه لا تعارض بين الآيتين حتى يجمع بينهما لعدم
تواردهما على معنى واحد .
والله أعلم .
الإسلام ويب
كيف نجمع بين قوله تعالى:
( فلا تزكوا أنفسكم )، وقوله سبحانه: ( قد أفلح من زكاها) ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا تعارض بين الآيتين الكريمتين ، فقد قال أهل التفسير في معنى الآية الأولى : {فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ
{النجم: 32 أي لا تمدحوها وتشكروها وتمنوا بأعمالكم وبطهارة أنفسكم من المعاصي والرذائل ، وهذه الآية مثل قول الله تعالى} :
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا {النساء: 49 } ففي الآية الأولى نهي صريح
عن مدح النفس والرفع من شأنها ، وفي الآية الأخرى إنكار شديد على من يفعل ذلك من اليهود وغيرهم .
يقول صاحب الظلال في تفسير قوله تعالى} : هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا
أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى {النجم: 32 يقول: هو العلم السابق على ظاهر أعمالهم ، العلم المتعلق بحقيقتهم الثابتة التي
لا يعلمونها هم ، ولا يعرفها إلا الذي خلقهم ، علم كان وهو ينشئ أصلهم من الأرض وهم بعد في عالم الغيب ، وكان
وهم أجنة في بطون أمهاتهم لم يروا النور بعد ، علم بالحقيقة قبل الظاهر وبالطبيعة قبل العمل ، ومن كانت هذه طبيعة
علمه يكون من اللغو بل من سوء الأدب أن يعرفه إنسان بنفسه أو يثني عليها أمامه ، إذاً المقصود من هذه الآية النهي
عن تزكية النفس بمدحها والثناء عليها لما في ذلك من مفسدة الرياء والكبر والتفاخر .
وأما قوله تعالى} : قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا {الشمس: 9 فمعناها كما قال أهل التفسير : قد فاز من أصلح نفسه وطهرها من
الشرك والمعاصي وسائر أمراض القلوب والأخلاق الدنيئة ، ومما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله : اللهم آت نفسي
تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها . وبذلك تعلم أنه لا تعارض بين الآيتين حتى يجمع بينهما لعدم
تواردهما على معنى واحد .
والله أعلم .
الإسلام ويب
اسيرة الصمت- نشط
- عدد المساهمات : 23
تاريخ التسجيل : 23/02/2012
رد: كيف نجمع بين قوله تعالى:( فلا تزكوا أنفسكم ، وقوله سبحانه:(قد أفلح من زكاها) ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تشرفت بمرورك اخى الكريم
جزاك الله كل خير
تشرفت بمرورك اخى الكريم
جزاك الله كل خير
اسيرة الصمت- نشط
- عدد المساهمات : 23
تاريخ التسجيل : 23/02/2012
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى